ام الزهراء
( خديجة بنت خويلد)
انظر ..... هذا هو الركب العائد تتهادى هوادجه على بطحاء مكة وقد تقاطرت عيسه
وجلجلت اجراسها بالفضاء القريب .
وهاهم رجاله يسحبون اعنة الجمال ، وحاديه يهز بترجيعه شعور الشوق والحنين ، والمطايا
والمترنحة مثقلة بالا حمال انها لفي هذه الاوبة قافلة من بلاد الشام بالطيوب والخضاب
وباحسن المطارف والمتاع وفيها من زينة النسوة والولائد اسوار وقلائد واقراط وخلا خيل
وهذه مكة المكرمة ضاحة مستبشرة افقد ذهب عن اهلها الخوف والقلق منذ فصل الركبان
حتى باتوا ينتظرون ميعادهم على مثل النار فان مشارف الشام كانت نابية الجنبات مما بينها وبين المناذرة من جفوة وتربص .
وهنالك في بيتا كريم من بيوتات مكة قريب من بيت الله الذي بناه السادات من قريش
وجرهم كوة في علية تطل منها على مؤكب القافلة المقبلة امراة عوان وضيئة رزان
حفة بها الجوارف في بهجة ومرح وطغت على سيدتهن فرحة غامرة لا حت الوانها في
الحافات من حولها فاحطن بها باوبة الركب طامعات في خواتيم واقراط وثمة جارية منهن
مبهورة الانفاس ضاحكة السن تدنو من سيدتها وتشير اليها بهمس ودلال :
_يا للبشرة انه هويا سيدتي وصوبه ميسرة هنالك في زحمة الناس انظري اليه لكأن نورا
يسعى بين يديه.
ولاتكادخديجة تستمع للجارية حتى يخفق قلبها ويحدثها حديثا فتشرق اساريرها ويشيع
المرح في عطفيها اذ كان قلبها غائبا فاب باوبة السفروكانت نفسها قلقة حيرىفأ طمانت
بعودة القافلة وفرحت بسلامتها وغنيمتها ولم يكن قلق خديجة مذ فصلت القافلة عن حماها
خوفا على تجارتها وقد جعلت محمد الامين مامونا عليها دون غيره من فتيان قريش وانما
كانت هواجسها قائمة محتدمة خوفا على هذا الفتى الذي ضاعفت اجره وزينت له الرحيل
فأغرت عمه وحببت اليه الكسب والسعي وكان ابو طالب يصحب محمدا صلى الله عليه وسلم
في حداثته حين ماكان يسافر بتجارته الى الشام ولم ينسى ماوصاه به الاحبار والرهبان
في رعاية هذا الفتى اليتيم وحمايته من العوادي والخطوب فاسرالندامة لما سافر محمد
صلى الله عليه وسلم في تجارة خديجة اذ خشي ان يتعرض لبعض السوء والمكروه في
طريقه فما الذي عقده لسانه وحطى في قلبه الرضاء برحيا لفتى الذي فضله على اولاديه؟؟؟؟؟؟
منقول
