# كيف تعمل الدائرة:
لفهم كيفية عمل الدائرة الإلكترونية نحتاج إلى بعض المعلومات المرتبطة بالذرات
, فلكل ذرة إلكترون واحد أو أكثر، يحمل كل منها شحنة كهربائية سالبة ,
وتحتوي الذرات أيضًا على بروتونات، وهي جسيمات يحمل كل منها
شحنة كهربائية موجبة , والشحنات المختلفة تتجاذب، ولكن الشحنات
المتشابهة تتنافر (يتباعد بعضها عن بعض) , وينبني تشغيل الدائرة على
مبدأ التجاذب بين الشحنات المختلفة.
يكوِّن سريان الإلكترونات في اتجاه واحد، في الوقت نفسه، تيارًا كهربائيًا.
والفولتية، والتي تسمى أيضًا القوة الدافعة الكهربائية، هي الضغط (أو القوة)
الذي يدفع الإلكترونات. والفولتية في الدوائر الكهربائية هي التجاذب الكهربائي
الذي يسببه اختلاف الشحنات بين نقطتين في الدائرة، ويوفرها مصدر
قدرة كهربائية، حيث تأتي الفولتية السالبة من أحد جانبي مصدر القدرة،
بينما تأتي الفولتية الموجبة من الطرف الآخر. وتستخدم البطاريات
عادة مصادر قدرة، ولكن النظم التي توصل بمأخذ التيار الكهربائي
تتلقى القدرة من محطة قدرة تجارية.
وتسري الإلكترونات من طرف الفولتية السالبة لدائرة إلى طرف الفولتية الموجبة،
حيث تولد هذه الحركة الإكترونية تيارًا كهربائيًا. ولكن العلماء اعتادوا اعتبار
أن سريان التيار الكهربائي يكون من الموجب إلى السالب. فحتى أواخر
القرن التاسع عشر الميلادي ظل العلماء يعتقدون خطأ أن التيار الكهربائي يسري في ذلك الاتجاه.
وتصنع الأسلاك، وأجزاء معينة أخرى من الدوائر، من مواد تسمى الموصلات،
ذات قدرة على حمل التيار الكهربائي. وفي كل ذرة من ذرات الموصلات،
والتي تشتمل على الفلزات، إلكترون واحد أو أكثر يمكنه التحرك من ذرة إ
لى أخرى، وتسمى هذه الإلكترونات الإلكترونات الحرة أو حاملات الشحنة.
وتحتوي الدوائر أيضًا على عوازل، وهي مواد توقف التيار، لأنها لاتحتوي
على حاملات شحنة متحركة.
وأثناء حركتها عبر الموصل تتصادم الإلكترونات مع ذرات المادة. ويعوق
كل تصادم سريان الإلكترونات، ويسبب فقدانها لبعض الطاقة في شكل حرارة.
وتسمى إعاقة التيار الكهربائي، والتي تغير الطاقة الكهربائية إلى حرارة، المقاومة.
وقد يحطم تراكم الحرارة الدائرة. ويستخدم الحاسب الإلكتروني كمية قليلة جدًا
من التيار الكهربائي، ولذا فإن خطر التسخين المفرط غير وارد. ولكن بعض
الحواسيب تولد كمية كبيرة جدًا من الحرارة، مما يستدعي تبريد دوائرها بانتظام
. ويأتي الأزيز الصادر عن الحاسوب الشخصي المكتبي من مروحة صغيرة وظيفتها تبريد النظام.
# أنواع الدوائر الإلكترونية: ينتج المصنعون نوعين من الدوائر الإلكترونية:
1- دوائر تقليدية:
تتكون من مكوِّنات إلكترونية منفصلة، متصلة بعضها ببعض بأسلاك، ومثبتة
على قاعدة. وفي معظم الحالات يثبت المصنعون المكوِّنات إلى لوحة دوائر مطبوعة،
وهي قطعة رقيقة من مادة بلاستيكية، أو غيرها، تطبع عليها "الأسلاك"
النحاسية بعملية كيميائية، عند صنعها. وفي الحاسب الإلكتروني توصل
كل الأجزاء الإلكترونية للدائرة الرئيسية على لوحة دوائر مطبوعة.
2- دوائر متكاملة:
تحتوي على مكوِّنات وموصلات توضع داخل رقاقة وفوقها. والرقاقة قطعة
صغيرة من مادة شبه موصلة، تصنع عادة من السليكون .
وشبه الموصل مادة توصل التيار الكهربائي أفضل من العازل، ولكن ليس
بمستوى جودة توصيل الموصل. ولا تؤدي الرقاقة وظيفة القاعدة فحسب،
ولكنها أيضًا جزء أساسي من الدائرة. ولا يتعدى أحجام معظم الرقاقات
حجم ظفر الأصبع. وتكوِّن الدوائر المتكاملة في العادة جزءًا من مكوِّنات الدوائر التقليدية.
* لصنع الدائرة المتكاملة يعد التقني تصميمًا رئيسيًا كبيرًا للدائرة بمساعدة حاسوب.
وباستخدام التصوير الضوئي يقلل التصميم الرئيسي إلى حجم مجهري.
ويعالج مصنعو الرقائق السليكون، لتغيير خواصه التوصيلية، بإضافة كميات صغيرة
من مواد تسمى المحورات، مثل البورون والفوسفور.
وتمثل المناطق المعالجة المكوِّنات الإلكترونية للرقاقة. وقد تحتوي الرقاقة الواحدة
على ملايين الأجزاء المجهرية الموصلة "بخطوط" فلزية رقيقة. وينظم صانعو
الرقائق الأجزاء والتوصيلات في أنماط معقدة، ذات طبقات عديدة. وتركب الدوائر
المكتملة الصنع داخل أغلفة مثبتة على لوحة دوائر مطبوعة. ولصغر أحجامها،
تتفوق الدوائر المتكاملة على الدوائر التقليدية بعدد من الامتيازات. فهي على سبيل المثال،
أسرع في عملها، لأن الإشارات تنتقل عبر مسافات قصيرة. وبالإضافة
إلى ذلك، تحتاج الدوائر المتكاملة قدرة أقل، وتولد حرارة أقل، وتكلفة تشغيلها أقل،
مقارنة بالدوائر التقليدية. والدوائر المتكاملة أيضًا أدق في عملها،
لأن التوصيلات المعرضة للفشل فيها قليلة. ولكن التيارات القوية
والفولتيات العالية قد تحطم الدوائر المتكاملة، وذلك لصغر أحجامها.
وبإمكان نوع من الدوائر المتكاملة يسمى المعالج الدقيق، أداء كل الوظائف الرياضية،
وبعض وظائف الذاكرة، التي تؤديها الحواسيب الكبيرة. وتتحكم المعالجات الدقيقة
في العديد من المنتجات، مثل ألعاب الفيديو وأفران المايكروويف
والروبوتات وبعض الهواتف. ويؤدي المعالج الدقيق وظيفة "الدماغ" في
كل الحواسيب الشخصية. وتحتوي الحواسيب الكبيرة على معالجات
دقيقة عديدة، يعمل بعضها مع بعض، في الوقت نفسه.
وفي النبائط الإلكترونية يستخدم نوعان أساسيان من المكوِّنات داخل الدوائر،
للتحكم في الإشارات وتحويرها، وهما :